نهائي كأس ولي العهد يجمع بين الهلال والأهلي وهما من أعرق وأكبر الفرق ليس على الساحة المحلية بل على الساحة الخارجية ، إنه نهائي بمعنى الكلمة ويكفي أنه يجمع " بين عملاقين" أخذا من المجد مساحات كبيرة ولا زالا يركضان بهمة نحو المنصات دون كلل أو ملل,
العملاقان يقفان على مسافة متساوية عن الكأس ، فلا يوجد فريق مرشح أكثر من الآخر، لذا سيكتسي النهائي ثوب التشويق والمتعة كما هي عادة لقاءات الفريقين في العقود الماضية .
قد يكون الهلال أكثر خبرة وحرافة ومهارة ودهاء لتعود لاعبيه على النهائيات وتمكن مفاتيح اللعب من السيطرة الميدانية مع توفر ثقافة الفوز للأجيال الهلالية ، وقد يكون شبان الأهلي أكثر جدية في عودة الفريق لمعانقة الكؤوس ونثر الفر ح في أوردة وشرايين أنصار النادي في كل مكان ، المتعطشة للعودة للمجد الكروي الذي زرعه الجيل الذهبي في الثمانينيات .
سيطر على مجالس ومسامرات الوسط الرياضي الحديث عن النهائي الكبير لأن الحدث يستحق ذلك ولأن تشريف ولي العهد بعد غيبة طويلة تكريم لكل الوسط الرياضي ولذا من حق أنصار الفريقين الزهو بهذه الاحتفالية الجميلة .
قد تنجرف مشاعر بعض أنصار الفريقين من باب التعصب ، وقد تأتي الأصوات النشاز من هنا وهناك ويظل صوت الوعي الرياضي هو الأعلى والأجمل ، فما أروع الوسط الرياضي إذا التف حول الفريق الفائز بالكأس مهنئا ومباركا وفي مقدمتهم الفريق الخاسر ؟ وما أجمل الوعي الرياضي إذا ساد المناسبة وغلفها بروح المحبة والمودة للجميع ، هنا يأتي دور الإعلام في تسويق الوعي ونبذ التعصب الممقوت فالفريق الفائز منا وفينا والفريق الخاسر لا يستحق الشماتة فالرياضة فوز وخسارة والنتائج الكروية مثل الأيام ، يوم لك ويوم عليك " وتلك الأيام نداولها بين الناس " والرياضة نتائجها مثيرة وأحيانا مريرة وفي حالة الفوز أو الخسارة تتضح معالم الوعي من الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين لأن مظهر هذه الأطراف الواعي يسهم في تخفيف درجة الاحتقان الجماهيري، أما التصريحات الملتهبة والتي تؤجج المشاعر فهي سلاح الضعيف لأنها في الأخير لا تقدم ولا تؤخر.
نتوقع نهائيا ممتعا وروحا رياضية راقية لأن النهائي " بين عملاقين " عودانا على الأداء الراقي والأداء النظيف فمبروك للفريق الفائز وحظا أوفر للفريق الخاسر وهنيئا للجميع إطلالة ولي العهد، نسأل الله أن يمتعه بالصحة والعافية، وكل عام ورياضة الوطن ترفل في ثياب العزة والشموخ.
وقفة
أخشى على الهلال من الإجهاد.. وأخشى على الأهلي من نقص خبرة الشبان..
الخميس فبراير 18, 2010 11:13 am